الحياة احلى
الحياة احلى
الحياة احلى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحياة احلى

ذكريات اسلامية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  اهداف القران الكريم(الثامن و العشرون)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد محمد عبد الرسول
Admin
احمد محمد عبد الرسول


المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 15/05/2011

 اهداف القران الكريم(الثامن و العشرون) Empty
مُساهمةموضوع: اهداف القران الكريم(الثامن و العشرون)    اهداف القران الكريم(الثامن و العشرون) I_icon_minitimeالأحد مايو 15, 2011 11:02 pm

الجزء الثامن والعشرون

(السور: المجادلة، الحشر، الصفّ، الجمعة، الممتحنة، التغابن، الطلاق، التحريم)

هدف الجزء: الإنتماء للإسلام والتبرأ من المشركين والكفر

كل السور في الجزء الثامن والعشرون تهدف إلى الدعوة للإنتماء لللإسلام والتبرأ من الكفر ومن المشركين فلا بد يا من أيقنت وآمنت بالقرآن أن تكون في حالة وحدة مع المؤمنين والإنتماء هذا يبدأ بالأسرة التي يجب أن تكون متماسكة وموحّدة. يجب أن تشعر أن كيانك كلّه مرتبط بهذا الدين فولائك وانتمائك ومناصرتك كلّه للمؤمنين وتتبرأ من كل شخص لا ينتمي لهذا الدين. وقد سبقت لسور القرآن أن عرضت على المسلمين المنهج ثم جاءت السور تؤكد أدوات المؤمن لحمل المنهج ثم جاء الإختيار في الجزء السابق والآن هذه السور تؤكد أنه لا بد من الإحساس الإنتماء فلا يكفي للمسلم أن يؤدي عباداته كالصلاة والزكاة. ونستعرض السورة كل على حدة فكل منها تخدم جانباً من جوانب الهدف الرئيسي للجزء فالسور الأربعة الأولى (المجادلة، الحشر، الصفّ، الجمعة) كلها تدعو للإجتماع والوحدة والإنتماء ودليل هذا الإنتماء هو ترابط المؤمنين ووحدتهم. ثم تأتي سورة الممتحنة التي فيها امتحان ايمان المسلم وتعطي نماذج عن أناس امتحنوا في إيمانهم وثم سورة المنافقين لأن أكثر ما يضيّع وحدة الصف عند المسلمين والإنتماء لدينهم هو النفاق والمنافقين. ثم تأتي مجموعة السور الأخيرة (التغابن، الطلاق، التحريم) كلها تركّز على الشواغل التي تمنع من الإنتماء كالأولاد والذرية والبيوت:

سورة المجادلة: تفصّل الولاء للمؤمنين والإنتماء للدين والتبرأ من المعادين للدين. وقضية الأسرة مهمة للغاية لأن ترابط المجتمع يبدأ من ترابط الأسرة. وكأن هذه السورة هي مفتاح باقي السور في الجزء ففيها موضوع الإنتماء والتبرأ، وباقي السور تأتي لتشرح هذا المبدأ.

تبدأ السورة (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) آية 1 بقضية الأسرة من حادثة خولة بنت ثعلبة التي ظاهر منها زوجها وجاءت تشتكي إلى النبي حتى أنزل الله تعالى الوحي بهذه السورة وفرّج كربتها وأنزك كفّارة الظهار. وهذا يدل على كرامة المرأة في الإسلام والحرص على حقها. والمرأة عندما تتيقن أن هذا الدين ينصفها ويعطيها حقها تربي أسرتها على مبادىء هذا الدين وعلى الوحدة. ومن اللافت أن هذا الجزء (28) إبتدأ بقصة امرأة وانتهى بذكر نماذج نسائية في آخر سورة التحريم (امرأة فرعون ومريم بنت عمران). تماماً كما جاءت سورة كاملة باسم النساء وهذا حجة ودليل على من يدّعون أن الإسلام أبخس المرأة حقها في المجتمع.

ثم تأتي الآيات في ختام السورة تبين الفرق بين من يتبع حزب الشيطان ومن يكون في حزب الله (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) آية 19 و (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آية 22. وفي الختام آية مهمة تبيّن حقيقة الحب في الله والبغض في الله الذي هو أصل الإيمان ولا بد في اكتمال الدين من معاداة أعداء الله، فالمنتمي لهذ الدين لا يمكن أن يوادّ من حارب الله ورسوله أبدا.

سورة الحشر: في هذه السورة معاني عجيبة فهي تتكلم عن يهود بني النضير وكيف أجلاهم النبي من المدينة وكيف وقف المنافقون في صف اليهود وحاولوا مساعدتهم بالوعود فقط لكنهم لم يعاونوهم حقيقية أبداً لأنهم كما عهدناهم لا يوفون بالعهود ويقولون ما لا يفعلون. (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) آية 11 و (لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ) آية 12. فالسورة تبرز نوعين من الناس المنتمي للإسلام والمتبرأ.

وتعطي السورة نموذجاً ثانياً عندما يتخلى الشيطان عن أتباعه من أهل الكفر (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ) آية 16 و 17. ثم وصفت الآيات في السوة أصناف أهل الإيمان على مرّ الأجيال فهم واحد من أصناف ثلاثة: منتمين للإسلام (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) آية 8، الأنصار (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آية 9، أو الأجيال المتعاقبة (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) آية 10 وقد وعظت السورة المؤمنين بتذكر يوم الحشر ذلك اليوم الرهيب الذي لا ينفع فيه حسب ولا نسب وبيّنت الفراق بين أهل الجنة وأهل النار ومصيرهم في الآخرة.

وفي السورة آية هي من أجمل الآيات وتصوّر لنا عظمة هذا القرآن (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) آية 21 ووجود هذه الآية في موقعها في السورة إثبات لليهود الذين ظنوا أن حصونهم مانعتهم من الله فإذا كان الجبل الصلب العظيم يخشع إذا أنزل عليه القرآن فكيف بالحصون والقلاع؟ ومن أشدّ الجبل العظيم أم القلاع والحصون؟ فلا ناصر ولا معين إلا الله تعالى. وقد ختمت السورة بآيات (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آية 22، 23، 24. اشتملت على العديد من أسماء الله الحسنى وهي كلها أسماء تدل على العظمة والقوة، فكيف أيها المؤمن لا تنتمي لله الذي هذه بعض من صفاته والذي له الأسماء الحسنى سبحانه؟! ولا ننسى أن السورة ابتدأت ايضاً بتنزيه الله وتمجيده فالكون كله وما فيه من متناقضات وإنسان وحيوان ونبات وجماد كله شاهد على وحدانية الله وقدرته ناطق بعظمته وسلطانه سبحانه (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). آية 1.

سورة الممتحنة: ابتدأت السورة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) آية 1 بالدلالة على الإنتماء ويجب أن ننتبه أن الإسلام لا يدعو إلى عدم التعامل مع غير المسلمين وإنما النهي يكون عن الذين يقاتلون المسلمين ويؤذونهم (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) آية 8 و 9. ويجب أن يكون هناك توازن بين عدم اتّخاذ الأعداء أولياء وبين القسط والبر بالذين لم يقاتلوا المسلمين. وهذه السورة هي سورة الإمتحانات (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 12 وفيها امتحانات أربعة: أولها نموذج امتُحن فأخطأ وهي حادثة حاتم بن أبي بلتعة الذي كتب إلى أهل مكة يخبرهم بأن الرسول يتجهز لفتح مكة وأنه يريد غزوهم وذلك لأنه كان له قرابات في مكة أراد أن يحميهم فنزل الوحي على الرسول وأخبره بذلك فعفا عنه الرسول لأنه كان ممن شهدوا بدراً ونزلت الآية آية 1. والإختبار الثاني إختبار سيدنا ابراهيم الذي امتُحن فنجح (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) آية 4 ، والثالث إمتحان العدل في معاملة غير المسلمين آية 8 و 9، وآخرها امتحان المبايعة للنساء آية 12.

وعلى المسلم أن يأخذ العبر ويستعد لامتحانه فماذا يفعل عندما يكون الامتحان هو الإنتماء للإسلام؟.

سورة الصفّ: من اسمها فيها دعوة للصفّ والوحدة والتراصّ في سبيل الله وفيها آيات تدل على المزيد من الإنتماء (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) آية 4، وآيات تدل على العكس (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) آية 8 وتختم السورة بسيدنا عيسى ودعوته إلى الحواررين أن ينتموا إلى الإسلام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ) آية 14، فالإنتماء حتى عند سيدنا عيسى والحواريين والدين ليس محصوراً بالصلاة والصوم والعبادة وإنما هو الإنتماء للدين أيضاً.

سورة الجمعة: رمز الوحدة والإنتماء والوحدة بين المؤمنين وبعضهم واجتماع المؤمنين. والسورة حددت أهداف صلاة الجمعة (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) آية 2 يتلوا آياته، يزكيهم، يعلمهم الكتاب والحكمة، هذه الأهداف التي يجب أن تكون عليها صلاة الجمعة فهل تؤدي الصلاة الآن الهدف بالتزكية والوحدة والإجتماع؟ الجمعة هو يوم وحدة الأمة ويوم تذكرة الأمة وهذا من ضمن الإنتماء للإسلام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) آية9 وقد جاء في السورة ذكر اليهود الذين لم ينتموا (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) آية 5.

سورة المنافقون: تتكلم عن صفات المنافقين (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) آية 1 ومن اللمسات البيانية في هذه الآية ورود (والله يعلم أنك لرسوله) لأنها لو لم ترد لكان المعنى أن الله تعالى يكذّب المنافقين الذين شهدوا للرسول بالرسالة وحاشا لله أن يشهد هذا. لكنه علم ما في نواياهم وما قصدوه من شهادتهم هذه. وجاء في السورة ذكر خمسة عشر صفة للمنافقين وهم يمنعون وحدة الصفّ. وتختم الآيات بدعوة المؤمنين بعدم جعل الأولاد والأموال أداة تلهيهم عن إنتمائهم لهذا الدين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) آية 9 وفي هذا تقديم لما سيأتي بالتفصيل في السور الثلاثة اللاحقة (التغابن، التحريم، الطلاق).

سورة التغابن والطلاق والتحريم: كل هذه السور تتحدث عن الشواغل التي تمنع من الإنتماء للدين أو تشغل عنه.

سورة التغابن: بيّنت خطورة بعض الأولاد والزوجات الذين قد يلهوا المسلم عن الإنتماء للإسلام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 14 وهذا في الغبن (ذكر من أولادكم أي ليس الكل) أما في الفتنة فجاءت الآية (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) 15 للكل ولم يستثني أحدا. ولكي تحافظ على الإنتماء عليك أن تنتبه لما قد يشغلك عن الدين وانتمائك له.

سورة الطلاق : بيّنت نوعاً آخر من التفكك الإجتماعي الذي يجب أن نحرص على التقوى فيه حتى لا تتفكك المجتمعات والأسر فإذا وجدت التقوى في كل الأمور تبقى وحدة المجتمع ويبقى الإنتماء وقد جاءت كلمة التقوى كثيراً في السورة (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا) آية 1، (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) آية 2، (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) آية 4، (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) آية 5.

سورة التحريم: دور الأسرة في قضية الإنماء دور هام وعظيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) آية 6 فالأسرة محور أساسي في ترابط المجتمع وبدونها يتفكك ولا يوجد انتماء والمرأة لها دور أساسي في كل هذا لأنها هي التي تربي الأجيال وتؤثر على أفراد المجتمع وهي مصنع الرجال. وقد ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة عن نماذج نساء نجحوا في انتمائهم كامرأة فرعون ومريم بنت عمران (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) آية 11 و 12 وأخريات فشلوا في هذا الإنتماء للدين واختاروا غيره فنالوا عقابهم (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) آية 10. فالإنتماء مسألة هوية وآن لنا أن ننتمي للدين وللأمّة الإسلامية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://livegood.forumegypt.net
 
اهداف القران الكريم(الثامن و العشرون)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  اهداف القران الكريم(التاسع و العشرون)
»  اهداف القران الكريم(سبا)
»  اهداف القران الكريم(ق)
»  اهداف القران الكريم(طه)
»  اهداف القران الكريم(يس)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحياة احلى :: الدين و الحياة :: فوائد دينية-
انتقل الى: