هي صلاة تؤدى في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء إلى ما قبل طلوع الفجر، وهى إحدى عشرة ركعة أو أكثر, ولقد سميت صلاة التراويح هكذا حيث يجلس المصلي بعد كل أربع ركعات للاستراحة ، وليذكر الله تعالى، وكل ركعتين من التراويح صلاة مستقلة .
ولقد سن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قيام رمضان جماعة، ثم تركه مخافة أن يفرض على الأمة فلا تستطيع القيام بها ومن ثم فصلاة التراويح سنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه"
وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يرغب في أدائها، ويقول : "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" . (أخرجه البخارى)
وعدد ركعات صلاة التراويح ثمان ركعات دون الوتر لحديث عائشة رضي الله عنها: "ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" [متفق عليه].
وتؤدى صلاة التراويح ركعتين ركعتين، يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وما تيسر من القرآن ، وتصلى جماعة في المسجد، كما يجوز أن يصليها المسلم منفردًا , وأداؤها جماعة سنة أيضاً، لما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ المسلمين في أوائل رمضان، وفي العشر الأواخر منه، عدة مرات.
توحيد صلاة التراويح
عن عروة بن الزبير رحمه الله أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مرة في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته ، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فخرج في الليلة الثانية، فصلى فصلوا بصلاته، وأصبح الناس يتحدثون بذلك، وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة حتى ضاق بهم المسجد، فلما كانت الليلة الرابعة لم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر، فلما قضى الصلاة أقبل على الناس بوجهه ثم تشهد وقال:" أما بعد فإنه لم يَخـْفَ عليّ شأنكم الليلة، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها" فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يوجبه عليهم ويقول:" من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه ", وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على هذا .
ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر الصديق , و في خلافة عمر رضي الله عنه فإنه خرج ذات ليلة من رمضان فطاف في المسجد، وأهل المسجد جماعات ومتفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: والله إني لأظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم على أن يجمعهم على قارئ واحد،فأمر أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن يقوم بهم في رمضان، فخرج والناس يصلون بصلاة قارئهم فأعجبه ما رأى وقال: نعمت البدعة هذه .
ثم جعل عمر رضي الله عنه بعد ذلك لصلاة التراويح إمامين، يقومان في الليلة الواحدة بالتناوب، يبتدئ الثاني حيث ينتهي الأول، وذلك رفقاً بالإمام، وترويحاً للمأمومين، وتنشيطاً لهم .
وبعد ذلك كان عمر إذا دخل شهر رمضان، صلى المغرب، ثم تشهّد بخطبة خفيفة، ثم قال: فإن هذا الشهر، شهر كتب الله عليكم صيامه، ولم يكتب عليكم قيامه، من استطاع منكم أن يقوم فإنه من نوافل الخير.
فضل صلاة التراويح
صلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في رمضان ولقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على قيام رمضان ورغب فيه ،وقد قرن صلى الله عليه وسلم بين الصيام والقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". صحيح البخاري
القنوت في رمضان
مما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم في القنوت في الوتر عن الحسن قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت".
وروي عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك"