دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم "
وليلة القدر هي من الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان ، وهي أفضل ليالي السنة، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأواخر من رمضان اجتهد في إحياء تلك الليالي بالعبادة والذكر
قال تعالى :
]إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)[ (القدر)
ويستحب إحياء ليلة القدر بالصلاة والذكر والاجتهاد في العبادة، والإكثار من الاستغفار والدعاء لأن العمل الصالح فيها خيرمن العمل في ألف شهر، ليس فيهم ليلة القدر، وقد رغب النبي- صلى الله عليه وسلم- في قيامها بقوله :
" من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه " . (أخرجه مسلم)
فضائل ليلة القدر
1. أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
2. أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
3. يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم)
4. فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
5. تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
6. ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }
استحباب طلبها
يستحب طلب ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان؛ فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان, و أنه كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله، وشد المئزر –أي اعتزل النساء واشتد في العبادة -.
أي الليالي هي؟
للعلماء آراء في تعيين هذه الليلة؛ فمنهم من يرى أنها ليلة الحادي والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلة الثالث والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلة الخامس والعشرين، ومنهم من ذهب إلى أنها ليلة التاسع والعشرين، ومنهم من قال: إنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر.
وأكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين، روى أحمد -بإسناد صحيح- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين"، وروي مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي -وصححه- عن أبيِّ بن كعب أنه قال: "والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان -يحلف ما يستثني- والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها".
وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم, و سميت بهذا الاسم " القدر" لأنها ليلة ذات قدر، أي لها شرف ومنزلة حيث نزل فيها كلام الله.
دعاء ليلة القدر
قالت عائشة رضي الله عنها للنبي- صلي الله عليه وسلم- : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال- صلي الله عليه وسلم-: " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا " رواه أحمد والترمذي .